آلية في الحكم انتهجها مؤسس الكيان السعودي !
كثيرا ما نسمع بعد أن تقع الفأس على الرأس زعيما يعتذر لشعبه، مبررا الأخطاء التي يرتكبها بأن السبب فيها هو البطانة التي تحيط به، أو أن المسؤولين التنفيذيين كانوا يحجبون عنه الحقائق المجردة ويرفعون له التقارير التي تؤكد بأن الأمور على أحسن ما تكون وأن لا شيء يدعو للقلق، أما مظاهر الاحتجاج التي تخترق السياج المضروب على قصره فهي شنشنات فئة ضئيلة مدفوعة من جهات أجنبية معادية للدولة، وغالبا ما تكون إسرائيل هي الشماعة التقليدية.
والرأي عندي للخروج من هذه الدوامة هو إن أنظمة الحكم المستوردة من الغرب، أو إن صيغ الحكم السياسية المستوردة من تجربة المجتمعات الغربية تحتاج منا إلى إعادة نظر، وذلك بعد أن تسببت في العديد من المشاكل في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ولا زال يؤرقني السؤال: لماذا لا نجرب نظمنا المستلهمة من تراثنا ومن ثقافتنا، لأن لنا نحن أيضا إرثا سياسيا في منظومتنا الثقافية الذي يختلف اختلافا واضحا عن تجربة الآخرين ممن نريد تقليدهم، وهل يرجع هذا إلى عقدة بالنقص فينا وعدم ثقة في ثقافتنا ؟!.
فعندما يقول رأس الدولة إن المسؤولين والمساعدين يخفون عنه الحقائق حول أوضاع رعيته فهذه مشكلة حقيقية لأنها تدل على أن هذا الحاكم يعيش غربة بين المحكومين، وأنه ببساطة كان غائبا عن الشعب الذي يحكمه، بل وكان غائبا عن عمل مؤسساته التنفيذية، أتدري لماذا؟، لأنه ركن إلى هذه المؤسسات التي أولاها ثقته ونفض يديه عن مسؤولية مراقبتها وهي تؤدي عملها، واكتفى بأن يتقوقع في برج رئاسته العاجي بعيدا عن تفاصيل حياة شعبه اليومية (المزعجة)، وما هؤلاء المسؤولون الذين ملكهم سلطاته سوى بشر تتحكم فيهم أهواء البشر ونواقصهم وعيوبهم !!.
لا يوجد تعليقات